قضايا عامة

معادلة عمالة الاطفال في لبنان: “العمل حتى ما نموت من الجوع” بقلم سجى عوض

معادلة عمالة الاطفال في لبنان: “العمل حتى ما نموت من الجوع”

بقلم سجى عوض

بين ارصفة بيروت التي تتدلى منها عناقيد المعاناة، يسير عبدالله الطفل الصغير بمسؤوليات الرجل الكبير من الساعة 7 صباحا حتى 7 مساء، باحثا عن كل ما هو مصنوع من المواد البلاستيكية بين نفايات الازقة لبيعها لاحقا مقابل 100-150 ألف ليرة (توازي ٣-٤ دولار يوميا على سعر الصرف الحالي).

يُواري الرجل الصغير صاحب١٠ الـ  اعوام  التعب بعينيه الدامعتين، ثم يشعر بألم رأسه من أشعة الشمس، ويُدرك أن تعبه الشديد يذهب هباءً مع قلة ما يجده من المواد البلاستيكية. محاولا اخفاء قدميه الحافيتين يحلم عبدلله بالعودة الى مقاعد الدراسة، التي تركها بسبب الازمة المعيشية، قائلا “ابوي ما بايدو مصلحة انا عندي اخ معاق و٤ اخوة غيره، مجبور اشتغل لطعميهم حتى ما نموت من الجوع”. 

 

المشهد الذي يعيشه عبدالله يتكرر لدى اطفال عدة، حتى باتت هناك منافسة شرسة بين الاطفال المشردين لجمع اكبر عدد ممكن من البلاستيك، فمنهم من يجني 4 دولارات ومنهم من يجني دولاراً واحداً او نصف دولار .

الاستغلال يطغى على عمالة الاطفال

قالت المرشدة الاجتماعية المتخصصة في مجال الأطفال في مؤسسة “سما” فاطمة حسن ان: “الاطفال العاملون في سن صغيرة،  يتعرضون للاستغلال في الشارع، وبسبب أهمال الاهل من الممكن جدا ان لا يخبر الطفل عائلته بما حدث معه خوفاً منهم”.

واضافت : “على مستوى الصحة النفسية قد ينشأ الطفل على سلوكيات عدائية وربما يتجه بعضهم للإدمان، اما على مستوى الصحة الجسدية المتهالكة للطفل بسبب عمله في الازقة وبين النفايات المليئة بالجراثيم والبكتيريا لساعات طويلة، قد يتنج عن ذلك سوء تغذية له اضرار كبيرة على جسد الطفل وعقله ايضا حيث يقلل من تركيزه و قدرته الابداعية”.

والحلول برأي حسن تأتي عبر الدعم المادي والنفسي للأطفال، يصاحب هذه الجهود نوع من التوعية ضد التسول، فالدعم المادي لا يكفي، حيث مع توفير الدعم المادي فقط يعود الأطفال المتسولين او العاملين الى التسول والعمل مجددا .

اليونيسف تحذر من خطر عمالة الاطفال!

الركود الاقتصادي المتمادي هو مجرد أزمة من الازمات الكثيرة، التي تتضافر لتزيد حجم التدهور الحاصل في لبنان. ومن الازمات الاخرى تأثير جائحة كوفيد- 19 والانفجار الكبير في مرفأ بيروت في آب 2020 وعدم الاستقرار السياسي المستمر. كل ذلك ادى إلى أرتفاع عدد الأطفال العاملين في العالم إلى 160 مليون طفل — بزيادة 8.4 مليون في السنوات الأربع الماضية — مع وجود ملايين آخرين معرضين لخطر العمل بسبب آثار كوفيد-19، بحسب تقرير جديد صادر عن منظمة العمل الدولية واليونيسف.

يحذر تقرير الذي صدر عشية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في 12 حزيران/يونيو عام 2021— من أن التقدم نحو إنهاء عمل الأطفال قد توقف لأول مرة منذ 20 عاماً، مما يعكس الاتجاه السابق الذي سجل انخفاض عدد الأطفال العاملين بمقدار 94 مليون طفل بين عامي 2000 و2016.

ويشير التقرير إلى ارتفاع كبير في عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية 5–11 عاماً، والذين يمثلون اليوم أكثر من نصف الرقم العالمي الإجمالي. وارتفع عدد أطفال هذه الفئة ممن يزاولون أعمالاً خطرة — أي أعمالاً يحتمل أن تضر بصحتهم أو سلامتهم أو أخلاقهم — بمقدار 6.5 مليون منذ عام 2016 ليصل إلى 79 مليوناً.

عمالة الاطفال تحتجز 100 الف طفل في لبنان!

ما يزيد عن 100,000 طفل دون سن الـ 18 عاماً يعملون على الأراضي اللبنانية.رقمٌ مخيفٌ يُظهر حجم الجريمة التي تُرتكب بحقّ الطفولة. فعلى الرغم من القوانين اللبنانية والإتفاقيات والمواثيق الدولية المعنيّة بحقوق الطفل، لا سيّماإتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها لبنان عام 1991، لا يزال مشهد الأطفال حاضراً بقوّة عند تقاطع الطُرق والمُستديرات والمحال التجارية…، بل ولم يعد أمراً خارجاً عن المألوف

المصادر :

https://2u.pw/c7Q1u

https://2u.pw/ltId4

https://2u.pw/Q9MCK 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى