خلاصة وتوصيات المؤتمر الدولي المدمج : ” تحديات التربية على المواطنية في العصر الرقمي في ظل الأزمات والعولمة ” المنظم من قبل الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية برئاسة السيدة ريما يونس
خلاصة وتوصيات المؤتمر الدولي المدمج :
” تحديات التربية على المواطنية في العصر الرقمي في ظل الأزمات والعولمة “
10-11 كانون الأول – ديسمبر 2021
لبنان – الحدث – مدينة رفيق الحريري الجامعية
المنسق العام للمؤتمر – رئيسة الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية السيدة ريما يونس
نظمت الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية بالشراكة مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية والجامعة الإسلامية في لبنان والمعهد اللبناني لإعداد المربِّين في جامعة القديس يوسف وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والسفارة الفرنسية ( قسم التعاون الثقافي ) والمعهد الفرنسي للتربية التقويمية في فرنسا والمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع وجامعة استانبول ايدين في تركيا – قسم علم الاجتماع وجمعية ديان ومركز تنمية الموارد البشرية للدراسات والأبحاث في برلين والمنتدى العالمي للأديان والإنسانية وجمعية النور للتربية والتعليم وجمعية بلادي والمنتدى العربي لدراسات المرأة والتدريب مؤتمراً دولياً مدمجا تحت عنوان:
” تحديات التربية على المواطنية في العصر الرقمي في ظل الأزمات والعولمة “
ومن هنا نقدم لكم ملخصا عاما للمؤتمر اضافة الى بعض التوصيات الموضوعة من قبل الباحثين وأعضاء اللجان والمؤسسات المشاركة والجمهور المشارك حضوريا أو عبر الزوم ضمن المؤتمر، مع الأمل والسعي الحثيث لتطبيق مجمل هذه التوصيات على أرض الواقع عبر :
- ندوة لإعلان توصيات المؤتمر اضافة الى شرح كيفية استكمال هذا المشروع على أرض الواقع.
- ندوات وأمسيات حول موضوع المؤتمر من قبل باحثين من العالم العربي ولبنان وفرنسا.
- ندوة حول الغايات والأهداف والقِيَم المشتركة في المدارس اللبنانية المسيحيّة والإسلاميّة والعلمانيّة بهدف أن تكون هذه المؤسسات التربوية مكانا لتلاقي القيم والمبادئ.
- متابعة حثيثة ضمن المؤسسات الحكومية والخاصة لموضوع التربية على المواطنية الرقمية.
- نشر المقالات التي انبثقت عن المؤتمر في مجلة علمية محكمة.
- انشاء قناة على اليوتيوب تتضمن بعض مداخلات المؤتمر.
- إعداد فريق نواة التربية عل المواطنية في لبنان والعالم العربي وفرنسا.
- خوض نقاشات حول قضايا محلية وعالمية مع جيل المراهقين في كل المناطق اللبنانية وفي العالم العربي.
- استكمال مشروع التربية على المواطنية الذي بدأ في الضاحية الجنوبية والمنظم من قبل الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية بالتعاون مع السفارة الفرنسية، واستكماله على صعيد لبنان مع التلاميذ من عمر 13 الى 17 سنة ومشاركة هؤلاء التلاميذ كباحثين ضمن سلسلة من الندوات والورش التدريبية المتمحورة حول مفهوم المواطنية اضافة الى مشاركتهم ضمن مؤتمر حول اللغة والثقافة.
اشكالية التربية على المواطنية بحسب المؤتمر :
ما برحت التّربية بالعموم الوسيلة الأنجع لمجابهة التخلّف والفقر McKinom, 2007, p.7))، وعلى الرغم من أنها ليست الحلّ الوحيد لكل آفات المجتمع، بيد أنّ تطويرها يُتيح ” التصدّي لجُملةٍ من عوامل انعدام الأمان، ومنها: البطالة والتسرُّب والإقصاء والتفاوت الإنمائي بين الأمم ناهيك عن الصراعات الإثنية والدينية ” (Delors, 1996, p.171).
ومن بين الإشكاليات الأنفة الذكر، سلط المؤتمر الضوء بشكل خاص على الاهتمام المتزايد بالتربية على المواطنية التي تترافق مع التحديات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية وتنوع وسائل الاتصال الرقمية.
ودفعتنا هذه التحديات للتساؤل حول كيفية الإعداد للمواطنية والتربية عليها في القرن الواحد والعشرين خصوصا مع ظهور الدعوة إلى تعليم قيم المواطنية التي ارتبطت نشأتها بظاهرة العولمة.
ومع اشكاليات التعليم من بعد، أكد الباحثون على أهمية الإستفادة من القيمة المضافة للتعليم من بعد وعلى جودة هذا التعليم حيث أنه جزء من التربية على المواطنية في ظل الأزمات.
كما ذكر المؤتمر التنوّع الديني في لبنان والصّراع الطائفي المستمر في السياسة اضافة الى التطرّق لقضية مهمة في ذات السياق : “التوطين” لما لديه من أثر سلبي على بناء الهوية اللبنانية للمواطن اللبناني وأثره على المواطنية في لبنان.
وقد طرح المؤتمرون التساؤلات التالية :
- كيف السبيل إلى بناء المواطنيَّة الصحيحة وجعل هذا المفهوم أساسيا في مرحلة الطفولة المبكرة؟
- كيف نصبح مواطنين عالميين دون أن نضيع هويتنا الوطنية؟
- وهل في ظل الواقعَ التربوي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي يمكن أن تتشكَّل فرصة من شأنها مواجهة التحدّيات في بناء المواطنيَّة في العصر الرقمي في ظل الأزمات والعولمة؟
- كيف السبيل لتحويل ” المواطنيات الحرجة ” إلى مواطنيات بنّاءة وجعل التربية على المواطنية عابرةً في مقررات التدريس؟
- هل من الممكن توحيد الخطاب حول المواطنية بين المدرسة والبيت؟
- هل يأتي الخلاص من المدرسة؟ عبر الغايات والأهداف والقِيَم المشتركة بين الجماعات في المدارس اللبنانية المسيحيّة والإسلاميّة والعلمانيّة؟ هل تكون المؤسسات التربوية الدينية مكانا لتلاقي القيم والمبادئ؟
و هدف المؤتمر الى :
نقل المواطنية من حيِّز النظرية إلى حيِّز التطبيق والممارسة اليومية وذلك بهدف العبور إلى الدولة المدنية الحديثة، دولة القانون والمؤسسات اضافة الى تأمين الشروط الكافية لتكوين مواطن مسؤول، متمكن من المشاركة في الحياة الاجتماعية والمهنية داخل الجماعة ومن ممارسة التفكير النقدي المستقل فيها.
كما تطلَّع المؤتمر إلى تحقيق الأهداف الخاصة الآتية :
- تشخيص واقع التربية على المواطنية في لبنان والعالم العربي.
- الربط بين إشكالية التربية على المواطنية والنظام التربوي اللبناني.
- الدعوة إلى حضارة الإنسانيات الرقمية.
- العمل على خلق نوعٍ من التوعية حول موضوع التربية على المواطنية داخل المجتمع التربوي اللبناني والعربي.
- الجمع بين الخبرات والممارسات المؤسساتية والمهنية الفعاَّلة التي تُسهم في التربية على المواطنية.
- اقتراح عناصر حلولٍ علميةٍ وتوصياتٍ للانتقال بالمواطنية من حيِّز النظرية إلى حيِّز التطبيق والممارسة اليومية مثل العمل على اقتراح دمج التربية المواطنية ضمن اعداد برامج المعلمين في المدارس والجامعات الخاصة والحكومية.
وجاءت التوصيات على الشكل التالي :
- على صعيد المناهج :
- اعداد مناهج ( ما قبل الجامعي والجامعي) تحاكي الواقع العربي واللبناني اليومي وتعمل على بناء مواطن صالح عبر التركيز على قيم المواطنية.
- تعديل المناهج الدراسية عبر :
- العمل على تعزيز الفكر الناقد لدى المعلمين والتلاميذ والطلاب والأساتذة الجامعيين اضافة الى المتعلمين ذوي الإحتياجات الخاصة.
- تفعيل حسّ الانتماء وبناء الهوية الوطنية.
- العمل على مقررات تحتوي الشخصيات والقيم والمعالم والأثار الوطنية وما الى ذلك.
- تعزيز المحتوى الذي يتضمن مكونات العصر الرقمي و المعرفي والتكنولوجي.
- جعل التربية على المواطنية أساسية في كل المقرارات والدروس والمحاور والأنشطة الصفية واللاصفية.
- تحديث المناهج لتتلائم مع التغيرات العالمية الحاصلة و تتوافق مع متطلبات سوق العمل.
- جعل الكفايات الخاصة بالتعلم والتعليم من بعد جزء لا يتجزأ من المنهج الدراسي ليس فقط في ظل الأزمات.
- توظيف التكنولوجيا في التعليم واعتمادها كوسيلة تعليمية – تعلمية أساسية والحث على التعلم الذاتي.
- تطوير اليات التقييم.
- ربط مناهج التخصصات المختلفة في المدرسة والجامعة وخصوصا تعليم العلوم واللغات بمهارات القرن الحادي والعشرين.
- تطوير محتوى تعليم اللغات الأجنبية وربط المحتوى بهدف أساسي وهو اكتساب ثقافات متعددة.
- على صعيد التدريب والمرافقة التربوية :
- تدريب المتعلمين في كافة الحلقات على التربية على المواطنية الرقمية ومرافقتهم لتطبيق قيم المواطنية عامة في حياتهم اليومية.
- خلق وعي حول موضوع التربية على المواطنية لدى الهيئة التعليمية والإدارية وتدريبهم على دمج هذه القيم ضمن التخطيط السنوي والفصلي والشهري اضافة الى التحضير اليومي.
- وضع برنامج تدريبي مرتكز على حاجات المعلمين ومبلور من قبلهم لتطوير استراتيجيات للتعامل مع الأزمات اضافة الى التدريب على فكرة جودة التعليم.
- تدريب المعلمين على استخدام أحدث التقنيات التعليمية – التعلمية المستخدمة في التعليم والتعلم من بعد واستخدام الطرائق الحديثة.
- وضع خطة لتدريب المعلمين على أسس التقييم الحديثة خصوصا في ظل التعليم والتعلم من بعد وزمن العودة الى المدارس ما بعد أزمة كورونا.
- تدريب المعلم والأستاذ الجامعي على أهميه المنهج الاستقصائي وضرورة استخدامه في المؤسسات التربوية و تطوير الفكر النقدي لدى المتعلم والطالب.
- تدريب المعلمين والأهالي والمجتمع ككل على كيفية دمج ذوي الإحتياجات الخاصة وجعلهم مواطنين فعالين.
- على صعيد اللغة :
- دور اللغة الأم وأهميتها في تعزيز الهوية الوطنية.
- التعدد اللغوي وأثره في الإنفتاح على الأخر ودور هذا التعدد في اكتساب ثقافات متعددة.
- اعتماد مقرر المواطنية اللغوية كمهارة حياتية او ما يمكن تسميته بالتفكير الإبداعي لتعزيز التفكير الإبداعي المتوافق مع الحاجات.
- دراسة وتطوير برامج تعليم اللغة الأجنبية الأكثر ملاءمة للمجتمع العربي واللبناني ودمج قيم المواطنية المحلية والعالمية ضمن أهداف تعليم اللغة الأجنبية.
- على صعيد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة :
- وضع برنامج تنسيقي بين مختلف المؤسسات التربويه الرسمية والخاصة (في التعليم ما قبل الجامعي والجامعي) هدفه الأساسي التربية على المواطنية.
- تعزيز دور التعليم الرسمي ودور الجامعة اللبنانية الحاضنة للوطن.
- تفعيل الأنشطة المدرسية وخلق وعي لدى التلاميذ حول أهمية المشاركة في احياء المناسبات الوطنية والعمل التطوعي.
- تحفيز التلاميذ والطلاب على إعداد أبحاث حول قيم المواطنية والإنتماء للوطن وتطبيقها فعلا على أرض الواقع.
- مشاركة التلاميذ كباحثين ضمن سلسلة من الندوات والورش التدريبية المتمحورة حول مفهوم المواطنية اضافة الى مشاركتهم ضمن مؤتمر حول اللغة والثقافة.
- ابراز الغايات والأهداف والقِيَم المشتركة في المدارس اللبنانية المسيحيّة والإسلاميّة والعلمانيّة لتكون هذه المؤسسات التربوية مكانا لتلاقي القيم والمبادئ.
- تعزيز دور ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع واعتبارهم جزء أساسي لقيام الوطن.
- دعم التعليم المهني والتقني واعداد مناهج عصرية و متطورة نظرا لأهمية القطاع المهني والصناعي في المجتمع والعمل على برنامج خاص للمتسربين دراسيا.
- العمل على إنشاء وتفعيل دور الحكومة الإلكترونية التي من شأنها التخفيف من الفساد المستشري في المؤسسات العامة، كما وتقليل التكلفة والوقت في إنجاز المعاملات الرسمية، وما قد يؤدي ذلك الى زيادة في الإنتاجية.
- السعي الى تثبيت روابط اللحمة بين المواطن والدولة التي عليها لعب أدوارها الإقتصادية والإجتماعية.
- حثّ الشباب على الإنضمام الى جمعيات خيرية ومؤسسات إنسانية نظرا لأهميه ذلك في بناء روابط الإنسانية وتطوير قيم المواطنية وكسر الحواجز الطائفية.
- تفعيل دور مجالس الأهل والمجتمع المدني في خدمة المؤسسات التربوية.
- خوض نقاشات ثقافية والبحث عن حلول عميقة للتحديات والمعوقات التي تواجه المواطنية بهدف الإنخراط بالقضايا المحلية والعالمية.
- انشاء مراكز للأبحاث لتطوير المهارات الحياتية القائمه على مهارات التعلم والتفكير والبحث من جهة والاندماج في المجتمع من جهة أخرى.
- تعزيز دور الإعلام في التربية على المواطنية وخصوصا في ظل الأزمات و الإبتعاد عن خطاب التخوين والكراهية.
ريما يونس
المنسق العام للمؤتمر
رئيسة الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية
رئيسة تحرير inter-mag.com
0096176338432